من طرف الخبراء: الحكومة تحرر أيديها تدريجياً تمهيداً لرفع الدعم عن رغيف العيش
قلق شعبي بعد إدخال القطاع الخاص والمستثمرين مجال صناعة الخبز وتوزيعه
الخبراء: الحكومة تحرر أيديها تدريجياً تمهيداً لرفع الدعم عن رغيف العيش
محمد
حميدة من القاهرة: بدأ يضع قطاع كبير من الشعب المصري أيديهم على قلوبهم
وخاصة ممن يعتمدون على الخبز المدعم "الرغيف فئة 5 قروش"، بعد قرار مجلس
الوزراء الأخير بطرح مناقصة أمام الشركات الخاصة والمستثمرين لإنشاء
مجمعات مخابز فى المحافظات تكون مهمتها إنتاج العيش البلدى، حيث اعتبر
خبراء القرار ما هو الا خطوة فى المرحلة الأولى لخطة سرية تهدف بها
الحكومة لتحرير صناعة وإنتاج رغيف العيش البلدي ورفع الدعم عن الخبز .
ويشكل
رغيف العيش المدعم مسالة امن قومى بالنسبة لفقراء مصر، الذين رفعت الأزمة
المالية العالمية نسبتهم 18,5 % من الشعب مقارنة ب 16 % قبل الأزمة، وفقا
لأخر تصريح رسمي عن وزير المالية يوسف بطرس غالى، ويتوقع مراقبون ان يقفز
العدد فى ظل استمرار الأزمة وانخفاض النمو الاقتصادي وعدم وجود برامج
رعاية اجتماعية للفقراء . وقد كادت ان تتسبب أزمة فى رغيف الخبز تفجرت
العام الماضي لعدم توفر الدقيق فى المخابز، فى انفجار اجتماعي بعد تزايد
المصادمات العنيفة بين الأهالي أمام أفران الخبز في عدد من المناطق
الفقيرة، مما اسفر عن عدد من القتلى والجرحى، مما دفع الرئيس مبارك الى
التدخل بعد أن استفحلت المشكلة فى ظل فشل الحكومة فى حلها، وأمر القوات
المسلحة بزيادة إنتاج الخبز وتوزيعه تحت إشراف الشرطة.
خطوة فى طريق الغاء الدعم
وعلم
ان وزارة التضامن اختارت 7 محافظات لتطبيق تجربة رغيف جديد بوزن 150 جرام
ويباع ب 15 قروش، على ان يتم اختيار 20% من المخابز بكل محافظة لانتاح هذا
الرغيف، وقد حذر نواب بمجلس الشعب من القرار وابدي النائب إبراهيم عوف
تخوفه ان يكون خطوة لتمهيد الرأى العام امام التجربة قبل بدء المرحلة
الثانية وهى تحرير رغيف الخبز.
ويؤكد خبراء ان تطبيق تجربة الرغيف
فئة 15 قرشا وإدخال القطاع الخاص فى لعبة صناعة الرغيف وإنتاجه وتوزيعه عن
طريق المجمعات، وفقا لما اقره رئاسة الوزراء، "ما هو الا خطوة لرفع الدعم
عن رغيف الخبز، حيث يعطى المستثمرين الفرصة لان تكون كل الأمور فى أيديهم
وبالتالي التحكم فى أسعار رغيف الخبز بمنطق العرض والطلب " وفقا للخبير
حمود منصور خبير الاقتصاد الزراعى، مضيفا ان الحكومة ستبيع الدقيق قطعا
الى المستثمرين بالسعر الحر، وبالتالى سيبعه المستثمر بالسعر الحر أيضا، و
الخاسر هنا سيكون المواطن المطحون.
تعويض الفاقد بجودة اعلى
ويبدو
ان هذه السياسة تهدف الى خلق نظام مواز للنظام الحالي القائم على الرغيف
المدعوم، تمهيدا لإلغاء الأخير فى نجاح الأول، وتهدف الحكومة بحسب مصدر
مطلع من وراء هذه الساسة القضاء على فاقد 30% من دعم الرغيف، يذهب فى صورة
تهريب الدقيق من المخابز، ويلجا أصحاب المخابز الى تهريب الدقيق المدعم
لأنه يدر عليهم أرباح عالية بالمقارنة بصناعته وبيعه .
وهناك من
الخبراء ما يؤكد اهمية المشروع لما ان دخول القطاع الخاص فى مجال صناعة
الرغيف سيؤدى وفق قولهم الى تطوير المخابز والمعدات وبالتالي سيعود ذلك
على جودة الرغيف من ناحية والقضاء على ظاهرة تسريب الدقيق من ناحية اخرى.
لكن يتخوف الخبراء فى الوقت نفسه من غياب الرقابة الحكومية على هذه
المخابز، وطالبوا بان تكون عمليه البيع فى منافذ حكومية غير تابعة
للمستثمرين للتأكد من إنتاج إعداد الأرغفة المتفق عليها من ناحية وجودتها
من الناحية الأخرى.
المواطنون : جوده اه .. رفع دعم لا
وبالرغم
من سوء حالة الرغيف المدعم وفقا للمواطنين، الا انه لا يوجد استعداد من
جانبهم لتقبل رفع الدعم . وقد اجمع أغلبية من استطلعت أرائهم على طوابير
الخبز على رفضهم لإلغاء الدعم . وقال "حلمى محمود " 46 موظف انه مع تحسين
جودة رغيف العيش لكنه ليس مع رفع الدعم او زيادة سعر رغيف العيش المدعم،
مشيرا الى انه أمامه رغيف العيش فئة 20 قرش و 40 قرش لكنه لا يقدر الا على
شراء الرغيف فئة 5 قروش لأنه هو الذى يتناسب مع دخله البسط وعدد أولاده
.ويتقاضى حلمى راتبا شهريا يتجاوز قليلا ال 500 جنيها ويعول 4 اولاد ،
وليس له مصدر رزق أخر حسبما يقول .
و ردت "أمينه " ربة منزل قائلة
"مش كفاية نأكله بقرفه "، وتشير الى رداءه صنع الرغيف الذى أحيانا يجد
مواطنون فيه مكونات صلبه وغير أدميه . وتابعت "الحكومة تعمل اللى هى
عايزاه، لكن احنا لا نقدر نشتريه اكتر من شلن".
بينما ابدى البعض
استعدادهم لرفع رغيف العيش المدعم إذا كان ذلك سيرافقه جودة فى الصناعة
وزيادة فى حجمه ,وفقا ل "السيد حامد " الذي قال ل "ايلاف" " مشروع مقبول
لو كان ذلك سيضمن وجود رغيف العيش باستمرار وفى كل الاوقات وبجودة اعلى "،
واستدرك قائلا " ويكون سعره مناسب مثلا لا يزيد عن 10 او 15 قرشا
".
